خترفة…لروح المدون الليبي توفيق بن سعود

72299_10200371081352227_1166687612_n

مدنية وإن طال النضال، بهذه الكلمات وسم توفيق بن سعود تغريدته الأخيرة على تويتر دون أن يعلم أن نضاله ذلك والذي دأب عليه منذ سنوات ستنهيه رصاصة مجهولة لمتطرفين احترفوا اغتيال أصحاب الكلمات الحرة.

توفيق بن سعود لمن لا يعرفه هو شاب لم يتجاوز الثمانية عشر ربيعا وهو أحد أبرز نُشطاء مؤسسات المجتمع المدني في مدينة بنغازي، وكثيراً ما شارك في مظاهرات المدينة الداعمة للجيش والشرطة، وندد بعمليات الإغتيال والقتل والتفجير في ليبيا دون أن يعلم أنه سيكون يوما ما أحد ضحاياها.

لم يفكر توفيق يوما في ترك ليبيا كما فعل الكثيرون، لأنه لم يفقد الأمل يوماً، لكن قاتليه اجتثوه من على سطحها ليسكنوه قلبها.

لم يكن ذنبه سوى المطالبة بالسلام وبالدولة المدنية التي قامت من أجلها الثورة، وهي ذنوب يبدو أنها تستوجب القتل في عرف المجموعات المسلحة التي باتت تتناحر لأسباب غير مفهومة. استهدفوه رغم أنه لم يرفع في وجوههم سوى لافتات السلام التي يبدو أنها أرعبتهم فردوا عليها برصاص الموت.

خافوا من تدويناته التي طالما كانت موجهة لأبناء وطنه تدعوهم إلى النهوض لإنقاذ ما تبقى من وطنه الذي عشقه حتى الموت، فعمدوا إلى تهديده حتى أن بعض الميليشيات الإسلامية، وحسب صحيفة فاينانشيل تايمز البريطانية، قامت بزيارته لتحذره من مواصلة نشاطه السياسي. وفي حين قلص زملاءه من نشاطهم وقف توفيق فيهم خطيبا: “إنهم لن يرعبوني وإن هذه البلد هي بلدنا ولن نتركها لهم” لكن يد الغدر أجبرته على مغادرتها.

قتل توفيق لكن تدويناته بقيت حاضرة من خلال مدونة “خترفة” التي تساءل فيها عن الضحية التالية من خلال تدوينة “من التالي؟” غير مدرك أنه المقصود وأن أسطرها التي خطها مجرد نبوءة لعينة حلت به.

 

 

 

 

2 thoughts on “خترفة…لروح المدون الليبي توفيق بن سعود

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *